السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاءالمنتدى الكرام ، وزواره ، أرجو من الله أن تكونوا جميعاً بخير.
وددت أن أقدم لكم اليوم موضوعاً يمس جزءاً من واقع حياتنا ، وأرجو أن ينال إعجابكم إن شاء الله.
هل الحياة أبيض فقط أو أسود فقط ؟
طيب لو نظرنا إلى كوب نصفه ممتلىء ونصفه فارغ ، ترى إلى أي منهم يجب ان ننظرولماذا ؟
ماذا عن الطموح والاحلام الوردية الجميلة التى ترفعنا إلى ما هو أعلى من قمم الجبال لنحلق بين غيامات السحاب البيضاء الحالمة .
وماذا عن الواقع المرير الذى يجذبنا ويشدنا مرة أخرى إلى قيعان اليأس والمرارة والكأبة والألم ؟
منذ فترة وأنا أجد الناس صنفين ، الصنف الاكبر منهم طبعا متشائم فهم لايرون فى حياتهم مايدعو للتفاؤل أصلا وعلى رأيهم ما الذى يدعو للتفاؤل فى ظروف تشوبها مرارة الحصول على لقمة العيش ، وحالة صحية تتدنى يوما بعد يوم من جراء المياه والطعام الملوثين ، وتعليم كان من شأنه ان يرفع شان البلاد إلا انه اتى بخيبة أمل كبيرة تجر أذيالها على اعتاب القرن الحادى والعشرين ، لتعلن فشلها فى تحقيق ذلك الحلم . وبطالة تخيم بظلالها على حياة الشباب تسرق اعمارهم يوما بعد يوم ولحظة بلحظة وفقر ومرض وهم بالليل وتعب وشقاء بالنهار ؟
ثم ماذا عن حال المسلمين جميعهم ، وعن حال فلسطين والاقصى الذى ينادى من اعماقه المكلومة راجيا من الله ثم من المسلمين الفرج واليسر القريب ،وماذا عن عراقنا الى تاهت حضاراته بين عواصف الحتلال ؟
ثم ماذا عن زمجرة الطبيعة الغاضبة ، من جراء ما فعله بنو آدم فيها من دمار وهلاك ، فابى كوكبنا إلا ان يجعلنا نتجرع من نفس الكأس الذى سقيناه منه، وصارت حياتنا جميعا فى خطر محقق يقترب شبحه منا يوما بعد يوم .
ولن تنتهى داعيات اليأس فى النفوس أبدا طالما أن الناظر إليها قد أصر على التركيزعليها حتى أصبحت جزءا لايتجزأ من حياته وصار البحث عنها هو الوظيفة التى يجيدها هؤلاء المتشاءمين أبداً ودائما بل ربما لايجيدون سواها .
أما عن ذلك الصنف الاخر وهو الأقل طبعا ، فقد آثر أن ينجو بنفسه من تلك النيران التى تبعثها براكين التشاؤم ، وذهب إلى حيث الجانب الاخر من الحياة والذى يكسوه لون وردى تنثره ريشة التفاؤل ، وتزينه فرشاه الأمل ، ما بين الأحلام والطموحات وأمل انتظار الفرج فى الغد القريب الذى يحمل بين طياته ما هو أجمل وأحلى وأفضل من يومنا هذا .
وما بين هؤلا وهؤلاء وقفت أفكر فترة من الزمن ، ترى أى الفريقين أولى بالاتباع وكلا هما يمثل جانبا من الحياة لايمكن لعاقل أن يغفله أبدا ؟
إن ادعيت أن غدا ربما يكون أفضل من اليوم وأننا لو توقفنا عن الاحلام فاننا نتوقف عن الحياة ، فاجد نفسى وقد غمرتنى طاقة هائلة وأخد يحدونى أمل غريب وتفاؤل عجيب فأبثه بين الناس هنا وهناك وكأنى فراشة قد خرجت لتوها من شرنقة اليأس وطارت سعيدة بأولى لحظات وجودها فى الحياة ،لكنى لا ألبث أن أصدم حين أرى أصابع الاتهام وهى تشير إلى قائلة
دعك من هذا الهراء ، إنها مجرد أحلام فى الهواء تنأى وتبعد عن الواقع والحقيقة وبما ستنفع الاحلام حين لا نملك حتى ثمن رؤيتها وتخيلها ،عليكى ان لا تنسى أن للكوب نصف فارغ !
ثم يسحب من تحت قدمى بساط الأحلام والطموحات والخيال وأفارق التفاؤل شيئا فشيئا وانا انزل أرض الواقع لأواجه تحديات الحياة وصعابها التى تزداد ومعها معاناتنا يوما بعد يوم ، فلا تلبث أصابع الاتهام أن تتوجه إلى مرة اخرى قائلة
ياللشقاء والبؤس اللذان يخيمان ، كيف يمكن للانسان أن يحيا بدون أحلام أو خيال بل كيف يمكن أن ينتج ويعمل بدون وقود الأمل والتفاؤل ؟
وبعد تفكير وتخبط ما بين هنا وهناك ، فطنت إلى أن الحياة لا يمكن أبدا أن تكون أبيض أو أسود فقط وإنما يتألف معظمها من اللون الرمادى الذى يتدرج ما بين الأبيض والأسود حتى يقترب من إحداهما
وكلنا نعيش حياتنا ما بين هذه الدرجات فمنا من يقترب من الابيض ومنا من يبتعد عنه إلى الاسود لكن أيا منا لايعيش فى أحد اللونين بالكامل .
ثم تأملت الكوب مرة أخرى وأخذت أدقق النظر ، فوجدتنى أرى كوبا قد إمتلأ نصفه لكن نصفا أخر منه فارغا ، فعلمت انه يصعب علينا جدا أن نقصر النظر إلى أحدهما وننسى النصف الأخر وإن فعلنا فمن المؤكد أن حياتنا بها خلل كبير .
وأخيرا أيقنت أن على أن أعيش الواقع بكل ما فيه حلوه ومره ،خيره وشره وأن أواجه الصعاب والتحديات ، لكنى تيقنت أننى إن تركت نفسى لدوامات اليأس ستجذبنى داخلها ويصعب على وقتها أن أخلص نفسى منها ، كما أيقنت أن التفاؤل وطول الأمل والأحلام والطموحات دون جهد وسعى وعمل ، وهم أو مجرد زوبعة فى فنجان لاتلبث ان تهدأ بعد مضى القليل من الوقت وبعدها يعود الحال كما كان عليه.
و ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..........
مقال بقلمى ، من مدونتى.
دمتم فى حفظ الله موفقين سالمين .
وأرجو ألأ تنسونى من صالح دعواتكم.
أعضاءالمنتدى الكرام ، وزواره ، أرجو من الله أن تكونوا جميعاً بخير.
وددت أن أقدم لكم اليوم موضوعاً يمس جزءاً من واقع حياتنا ، وأرجو أن ينال إعجابكم إن شاء الله.
هل الحياة أبيض فقط أو أسود فقط ؟
طيب لو نظرنا إلى كوب نصفه ممتلىء ونصفه فارغ ، ترى إلى أي منهم يجب ان ننظرولماذا ؟
ماذا عن الطموح والاحلام الوردية الجميلة التى ترفعنا إلى ما هو أعلى من قمم الجبال لنحلق بين غيامات السحاب البيضاء الحالمة .
وماذا عن الواقع المرير الذى يجذبنا ويشدنا مرة أخرى إلى قيعان اليأس والمرارة والكأبة والألم ؟
منذ فترة وأنا أجد الناس صنفين ، الصنف الاكبر منهم طبعا متشائم فهم لايرون فى حياتهم مايدعو للتفاؤل أصلا وعلى رأيهم ما الذى يدعو للتفاؤل فى ظروف تشوبها مرارة الحصول على لقمة العيش ، وحالة صحية تتدنى يوما بعد يوم من جراء المياه والطعام الملوثين ، وتعليم كان من شأنه ان يرفع شان البلاد إلا انه اتى بخيبة أمل كبيرة تجر أذيالها على اعتاب القرن الحادى والعشرين ، لتعلن فشلها فى تحقيق ذلك الحلم . وبطالة تخيم بظلالها على حياة الشباب تسرق اعمارهم يوما بعد يوم ولحظة بلحظة وفقر ومرض وهم بالليل وتعب وشقاء بالنهار ؟
ثم ماذا عن حال المسلمين جميعهم ، وعن حال فلسطين والاقصى الذى ينادى من اعماقه المكلومة راجيا من الله ثم من المسلمين الفرج واليسر القريب ،وماذا عن عراقنا الى تاهت حضاراته بين عواصف الحتلال ؟
ثم ماذا عن زمجرة الطبيعة الغاضبة ، من جراء ما فعله بنو آدم فيها من دمار وهلاك ، فابى كوكبنا إلا ان يجعلنا نتجرع من نفس الكأس الذى سقيناه منه، وصارت حياتنا جميعا فى خطر محقق يقترب شبحه منا يوما بعد يوم .
ولن تنتهى داعيات اليأس فى النفوس أبدا طالما أن الناظر إليها قد أصر على التركيزعليها حتى أصبحت جزءا لايتجزأ من حياته وصار البحث عنها هو الوظيفة التى يجيدها هؤلاء المتشاءمين أبداً ودائما بل ربما لايجيدون سواها .
أما عن ذلك الصنف الاخر وهو الأقل طبعا ، فقد آثر أن ينجو بنفسه من تلك النيران التى تبعثها براكين التشاؤم ، وذهب إلى حيث الجانب الاخر من الحياة والذى يكسوه لون وردى تنثره ريشة التفاؤل ، وتزينه فرشاه الأمل ، ما بين الأحلام والطموحات وأمل انتظار الفرج فى الغد القريب الذى يحمل بين طياته ما هو أجمل وأحلى وأفضل من يومنا هذا .
وما بين هؤلا وهؤلاء وقفت أفكر فترة من الزمن ، ترى أى الفريقين أولى بالاتباع وكلا هما يمثل جانبا من الحياة لايمكن لعاقل أن يغفله أبدا ؟
إن ادعيت أن غدا ربما يكون أفضل من اليوم وأننا لو توقفنا عن الاحلام فاننا نتوقف عن الحياة ، فاجد نفسى وقد غمرتنى طاقة هائلة وأخد يحدونى أمل غريب وتفاؤل عجيب فأبثه بين الناس هنا وهناك وكأنى فراشة قد خرجت لتوها من شرنقة اليأس وطارت سعيدة بأولى لحظات وجودها فى الحياة ،لكنى لا ألبث أن أصدم حين أرى أصابع الاتهام وهى تشير إلى قائلة
دعك من هذا الهراء ، إنها مجرد أحلام فى الهواء تنأى وتبعد عن الواقع والحقيقة وبما ستنفع الاحلام حين لا نملك حتى ثمن رؤيتها وتخيلها ،عليكى ان لا تنسى أن للكوب نصف فارغ !
ثم يسحب من تحت قدمى بساط الأحلام والطموحات والخيال وأفارق التفاؤل شيئا فشيئا وانا انزل أرض الواقع لأواجه تحديات الحياة وصعابها التى تزداد ومعها معاناتنا يوما بعد يوم ، فلا تلبث أصابع الاتهام أن تتوجه إلى مرة اخرى قائلة
ياللشقاء والبؤس اللذان يخيمان ، كيف يمكن للانسان أن يحيا بدون أحلام أو خيال بل كيف يمكن أن ينتج ويعمل بدون وقود الأمل والتفاؤل ؟
وبعد تفكير وتخبط ما بين هنا وهناك ، فطنت إلى أن الحياة لا يمكن أبدا أن تكون أبيض أو أسود فقط وإنما يتألف معظمها من اللون الرمادى الذى يتدرج ما بين الأبيض والأسود حتى يقترب من إحداهما
وكلنا نعيش حياتنا ما بين هذه الدرجات فمنا من يقترب من الابيض ومنا من يبتعد عنه إلى الاسود لكن أيا منا لايعيش فى أحد اللونين بالكامل .
ثم تأملت الكوب مرة أخرى وأخذت أدقق النظر ، فوجدتنى أرى كوبا قد إمتلأ نصفه لكن نصفا أخر منه فارغا ، فعلمت انه يصعب علينا جدا أن نقصر النظر إلى أحدهما وننسى النصف الأخر وإن فعلنا فمن المؤكد أن حياتنا بها خلل كبير .
وأخيرا أيقنت أن على أن أعيش الواقع بكل ما فيه حلوه ومره ،خيره وشره وأن أواجه الصعاب والتحديات ، لكنى تيقنت أننى إن تركت نفسى لدوامات اليأس ستجذبنى داخلها ويصعب على وقتها أن أخلص نفسى منها ، كما أيقنت أن التفاؤل وطول الأمل والأحلام والطموحات دون جهد وسعى وعمل ، وهم أو مجرد زوبعة فى فنجان لاتلبث ان تهدأ بعد مضى القليل من الوقت وبعدها يعود الحال كما كان عليه.
و ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..........
مقال بقلمى ، من مدونتى.
دمتم فى حفظ الله موفقين سالمين .
وأرجو ألأ تنسونى من صالح دعواتكم.