ماذا تلوت في صلاة الحب؟ |
اشارة: محمد رضا شفيعي كدكني ولد عام 1939 في قرية كدكن بمحافظة خراسان. انهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة مشهد، ودرس في الوقت ذاته فرع العلوم الاسلامية والفلسفة القديمة. ثم التحق بجامعة مشهد وحصل منها على الليسانس في فرع الادب الفارسي. وانتقل الى طهران لمواصلة الدراسة وحاز من جامعتها على شهادة الدكتوراه وعمل فيها بتدريس الآداب المقارنة. في بداياته نظم الشعر العمودي لكنه تحول منه الى كتابة الشعر الحديث. وفضلاً عن الشعر ومزاولة التدريس، وضع العديد من الدراسات والمقالات النقدية حول الشعراء القدامى، وقد ظهرت له لحد الآن اعمال مميزة حول الأدب الفارسي. أشهر مجاميعه الشعرية "أزقة نيشابور رياض الجنائنية" التي اعيد طبعها عشر مرات. ومن أعماله الاخرى يمكن الاشارة الى "موسيقى الشعر" و "اركان الشعـر الفارسي" و "صور الخيال في الشعر الفارسي" وهي بحوث ودراسات ادبية قيمة. وله ايضاً ترجماته الشعرية ومنها "أناشيد السندباد" التي ضمنها مختارات من خمسة مجاميع شعرية لعبد الوهاب البياتي. يجيد شفيعي كدكني اللغتين العربية والانجليزية، وقد زاول التدريس في عدة جامعات اجنبية. مجاميعه الشعرية: الزمازم، قراءات المساء، عن لسان الاوراق، عن الكينونة والانشاد، الغزالة الجبلية في ألفيتها الثانية. الحلاج ظهر في المرآة ثانيةً بغيمة شعره في الريح ومرةً اخرى مترنماً بنشيده القاني: "أنا الحق" ماذا تلوت في صلاة الحب لتساق الى المشنقة هكذا ولتتجنبك ميتاً حتى بعد كل هذه السنين أعين الحراس المسنين. وفي نيسابور ما زال العشاق العرابيد يتمتمون باسمك خفيةً في لحظات السكر والصدق. عندما كنت معتلياً خشبتك بهدوء و ذهول كنا نحن شلة من النسور الناظرة نماثل الحرس المأمور والمعذور ونلازم الصمت. وعندئذ اينما قادت رمادك رياحُ الفجر أينعت التربة بالرجال. وفي أزقة رياض نيسابور ما زال سكارى منتصف الليل يتغنون بأناشيدك الحمراء. وأسمك ما زال مطبوعاً على الشفاه. رافقتك السلامة - الى اين ولم الاسراع؟ سأل القتاد من النسيم - ضاق قلبي بهذه الاجواء وانت الا ترغب في الرحيل من غبرة هذه الصحراء ؟ - تملؤني الاشواق ولكن ما الحيلة وانا مكبّل الأقدام ! - الى اين ولم الاسراع ؟ - الى مكان يأويني غير هذا المكان. - رافقتك السلامة ولكن بحق الصداقة اذا عبرت براري الوحشة هذه بلّغ سلامي للبراعم والامطار اعتراف هكذا نعيش بلا وثوق بالشمس بلا وثوق بالتربة والماء بلا وثوق بكل الأشياء: من كل تلك الشقائق التي تفتحت في الاسحار الى كل هذه الاشجار ذوات الورود الورقية حيث تلونت خدودها _ بدل الخجل _ بالاصباغ. وهكذا نعيش بلا وثوق بالايدي والعيون. وفي الزقاق نصدق فقط في لحظة الرصاص في قمة الغضب نصدق نزاهة الرفاق بدمعة في زاوية العيون. ازرق لحظة جميلة لحظة ناصعة. لحظة زرقاء في صباح كانون لحظة الغيوم السابحة في الفضاء لحظة مضيئة وعميقة وجارية حصيلة معنى جملة المياه. لحظة أوصلت فيها ضحكاتك التجاذب الى الصنوبر اللحظة الزرقاء لروضة الاستيقاظ لحظة اللقاء النقية المضيئة. نشيــد من الصوب الآخر لحدود الشك واليقين آتٍ انا مرهق ومغلق. لكنني اقف بصلابة كوقوف الشجر امام هجوم شهر كانون. بقامة من الصمت والترقب انتظر كي انشد غداً اكثر الاغاني أخضراراً في تغريد قبلاتك. ضـرورة سيأتي كالربيع، من كل صوب يأتي ولا يعرف الجدار والاسلاك الشائكة سيأتي ولا يكلّ من البحث والتجوال آهٍ، دعوني اكون كقطرة مطرٍ في هذه الصحراء كي أبشر التربة بقدومه او كحنجرة قبرة صغيرة تحكي في كانون عن بطنج الربيع عندما تقتنصها رصاصة وتهدي دمها قطرةً قطرة الى العزف المتتابع والمنتظم للثلوج نغمةً أرجوانية. ســؤال الف عنقاء تحترقُ وفي قمة الموت قمة ولادتها الثانية لا تطق رفرفة اجنحتها أسماعنا أبداً عندما يتسنى لك ان تعكري هدوء مستنقع اصطبار مدينة ما بتحطيم زجاجة اذاً لم انتِ محتارة أيتها الأيدي الخالية؟ عبثاً زرعوا ورود الصيف المدماة في برودة هذه الرياض فمناخ هذه المدينة لا ينمي من هذه الشجيرات الحمراء. ولكن مع كل هذا كيف تفسّر انت نار الشفق في مياه السواقي الجارية في أزقة هذه الرياض؟ |