البحتري والعودة إلى المحافظة على عمود الشعر
الوصف:
كان هذا الفن على رأس الفنون التي أجاد فيها البحتري، ووصل به إلى مرتبة
عالية من الإجادة. ولكن هذا الوصف يظل –في رأي بعض النقاد- وصفاً حسياً
دلالتها المباشرة، وتعجز الصور عن حمل الدلالات الإنسانية؛ فموصوفاته تظل
جامدة وألفاظه لا تشدنا إلى جو وجداني رحب يختلط فيه بعالم الحس، كما يفعل
ذلك الشعراء الوجدانيون الذين يتخذون من الطبيعة مسرحاً يعرضون عليه خبايا
نفوسهم([16]).
ذلك أن وصف البحتري ليس كله تصويراً فوتوغرافياً، بل كثيراً ما يتجاوزه إلى
خلطه بأحاسيسه وامتزاجه بها، أو بعبارة أخرى كان البحتري في وصفه يرى
الأشياء رؤية خاصة تمر خلالها بمشاعره، وتمتزج بها، وتحمل أثراً من اهتزاز
تلك المشاعر، فهو عندما يصف إيوان كسرى يتجاوز الوصف إلى تجسيد إحساسه
وشعوره إزاء ما يصف، ففي تصويره لما في الإيوان من مناظر، فيها "أنو شروان"
مرتدياً زيه، متقدماً جنوده يخوضوه المعركة ضد الروم –يبين تأثير ذلك على
شعوره، فهو يكاد يرى الحياة تدب في هذه الصورة ويتخيل أن ما أمامه أجناد
حقيقية من لحم ودم، يمد يده كي يراها ويلمسها:
فإذا ما رأيت صورة أنطا
كية، ارتعت بين روم وفُرس
والمنايا مواثلٌ، وأَنُوشـ
وان يُزجي الصفوف تحت الدرفس
في اخضرار من اللباس على أصـ
ـفر يختال في صبيعةِ ورس
وعراكُ الرجال بين يديه
في خفوت منهم وإغماض جرس
من مشيح يهوى يعامل رمحٍ
ومليحٍ من السنان بترس
تصف العين أنهم جِدُّ أحيا
ء، لهم بينهم إشارة خرس
يغتلي فيهم ارتيابي، حتى
تتقراهم يداي بلمس
وهل نجد في دعم ما نحن بصدده أقوى من تلك القطعة الرائعة في وصف الربيع
الذي بشر بمقدمه انبعاث الحياة وسريانها في شتى مظاهر الطبيعة، حتى غدت
معرضً زاهياً للجمال، وعم البشر كل مظاهر الكون([17]):
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحُسن حتى كاد أن يتكلما
وق نبه النيروز في غسق الدجى
أوائلَ ورد كُنَّ بالأمين نُوَّما
يفتقها برد الندى، فكأنه
يبُثُ حديثاً كان قبل مُكتَّمَا
فمن شجر رد الربيع لباسه
عليه، كما نشَّرْتَ وشْيَّا مُنَمْنَمَا
أحلَّ، فأبدى للعيون بشاشة
وكان قذى للعينِ إذْ كانَ مُحرِما
ورَقَّ نسيمُ الريح حتى حسْبته
يجيءُ بأنفاسِ الأحبَّةِ نُعَّمَا
الباب الثاني
ثانياً: فنون أدبية جديدة
لا يقصد بالجدة هنا أن هذه الفنون الشعرية لم تكن كلها موجودة في التراث
السابق على العصر العباسي؛ إذ أن كثيراً منها كانت بذوره موجودة قبل هذا
العصر، لكنها نمت وتطورت واستوت على سوقها، وتحولت عن نشأتها الأولى إلى
صورة متكاملة، وأنمتها العوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية في ظل بني
العباس. وإذا كان الشعر التعليمي –مثلاً- من الأغراض الجديدة في هذا العصر،
فإن نزعة الشعوبية والشعر المتعلق بها، لم تكن سوى تطوير لشعر العصبية
التي كانت تسود نزعة منها غيرها من النزعات، تبعاً لاختلاف الظروف، فهي في
العصر الجاهلي عصبية قبلية، ثم وجدنا إلى جانبها في العصر الأموي عصبية
أخرى كادت تغطي عليها هي العصبية السياسية والمذهبية، أما في العصر العباسي
فقد خفت صوت هاتين العصبيتين، وعلا عليها صوت العصبية الجنسية التي نشأت
عنها ظاهرة الشعوبية([18]).
المبحث الأول
شعر السخرية والفكاهة
فقد كان يُسرُ الحياة العباسية ورخاؤها لعند القمة المسيطرة مجالاً لانتعاش
هذا الفن، حيث نزعت النفوس وسط هذه الحياة الصاخبة اللاهية إلى الإعجاب
بأساليب الفكاهة التي تزيد المجلس بهجة وبهجاء.
فمن الشعر الفكاهي الساخر ما قاله دعبل عن ديك له طار من داره، فالتقطه بعض
الظرفاء وأكله. فما كان من دعبل إلا أن شنع عليهم، خاتماً قوله بصورة
هزلية طريفة:
أسر (المؤذن) صالح وضيوفه
أسر الكمي هفا خلال الماقط
بعثوا عليه بنيهو وبناتهم
ما بين ناتفة وآخر سامط
يتنازعون كأنهم قد أوثقوا
خاقان، أو هزموا كتائب ناعط
والحقيقة أن هذا اللون هو الذي تظهر فيه مقدرة الشاعر وقدرته على التشخيص
وصياغة صوره الفنية في أسلوب يتلقفه الناس فيرددونه، على حين أن الهجاء
العادي لا يحتاج من الشاعر المتمرس أكثر من قاموس ملئ بالبذاءة والفحش.
وأخيراً نجد من ألوان السخرية لوناً يلجأ الشاعر فيه إلى تعداد الصفات التي يسخر منها في المهجو، دون ارتباطها بموقف يزيد من فنيتها.
المبحث الثاني
الشعر التعليمي
استحدث الشعراء العباسيون هذا اللون الذي لم تكن له أصول قديمة، وإنما دفع
إليه رقي الحياة العقلية في هذا العصر، وأدى تنوع روافد الثقافة إلى ضرورة
أن يحيط الأديب بقدر وافر منها، وظهرت الحاجة إلى وسيلة تيسر هذه الإحاطة،
فكان أن لجأ الشعراء أو النظامون إلى نظم بعض القصص المعروفة، كما خلفوا
الكثير من المتون المنظومة في كثير من العلوم كالنحو والفقه والمنطق، فضلاً
عن المواعظ التي ركزوها في حكم منظومة يسهل تداولها على اللسان واستقرارها
في الذاكرة.
وكان لأبان بن عبد الحميد فضل إشاعة هذا اللون من الشعر، حيث تنوعت
منظوماته، وشملت القصص والعلوم والسير. فنظم كتاب كليلة ودمنة واستهل نظمه
بقوله([19]):
هذا كتاب أدب ومحنه
وهو الذي يدعى كليلة دمنه
فيه دلالات وفيه رشد
وهو كتاب وضعته الهند
فوصفوا آداب كل عالم
حكاية عن ألسن البهائم
فالحكماء يعرفون فضله
والسفهاء يشتهون هزله
وهو على ذاك يسير الحفظ
لذُّ على اللسان عند اللفظ
ثم انتقل أبان من نظم مثل هذه الكتب الموضوعة إلى وضع الكتب المنظومة في
التاريخ والصوم والصلاة وغير ذلك مما طلبه منه بعض رجالات البرامكة الذين
أجزلوا له العطاء على نظمه لكليلة ودمنة.
والحقيقة أن عد مثل هذا النظم من الشعر فيه كثير من التجوز، فالشعر ليس "هو
الكلام الموزون المقفى"، لأنه يتعامل مع اللغة بطريقة مختلفة تماماً عن
هذا النظم التعليمي، ويعبر عن المشاعر المتصلة بوجدان الإنسان، ويعتمد على
الصورة في تشكيل مضمونه، ويبتعد عن المباشرة والتقريرية، لأن جوهره هو
الإيحاء، وهو في هذا كله يختلف تماماً عن كل تلك المنظومات.
المبحث الثالث
الرثاء الذاتي أو الشخصي
وهو عبارة عن وقفات حزينة زاد من تأثيرها، أن الشعراء رفدوها بثقافاتهم
التي حصلوها من النهضة الفكرية التي شملت كل جوانب العصر، حتى دعتهم إلى أن
يخلعوا الحياة على ما لا يعقل فرثوا المدن التي تنتابها الكوارث، والطيور
والحيوانات التي أحبوها والرياض المقفرة التي طالما نعموا بها وهي فينانة
يانعة([20]).
المبحث الرابع
تمجيد القيم الفاضلة
يبدو أن الشعراء قد ملوا من كثرة إلصاق الصفات الفاضلة -كذباً أو صدقاً-
بالممدوح، وعانوا من الافتعال الذي يتكلفونه في قصيدة المدح ولذلك خصوا
كثيراً من الفضائل التي يمدحون بها بقطع شعرية مستقلة، فتحدثوا عن الكرم
والحلم والحياء، والعفة والصبر، وكذلك وقفوا موقفاً مشابهاً من الصفات
الذميمة التي تواردت في هجائهم([21]).
ووجدنا فكرة التسامح والمسألة تشيع كثيراً وبخاصة لدى الشعراء الذين عرفوا بالزهد كأبي العتاهية، الذي يقول:
كم من سفيه غاظني سفهاً
فشفيت نفسي منه بالحلم
وكفيت نفسي ظلم عاديتي
ومنحت صفو مودتي سلمي
ولقد رزفت لظالمي غلظاً
ورحمته إذ لج في ظلمي
المبحث الخامس
الشعر الوطني
يراد به الشعر الذي قيل في الوطن الذي نشأ فيه الإنسان مدحاً كان أو ذماً
إشادة بما فيه، أو تحسراً على ما كا ينعم به. وهذا الفن الأدبي كان استجابة
لتلك النقلة الحضارية الضخمة من الخيام ومضاربها والصحراء وهجيرها، إلى
القصود المشيدة والحدائق والغناء، والعلائق الاجتماعية المتشابكة، وما إلى
ذلك مما حملته تلك النقلة وأدى إلى الإحساس بالوطنية والشعور بالوطن([22]).
إن الإنسان العربي لم يعد في العصر العباسي يحن إلى بيئة واسعة غير محددة
المعالم كما تتمثل في شبه الجزيرة، بل أصبح حنينه منصباً على هذه المدينة،
أو تلك، التي نشأ فيها، وتشابكت علاقاته الاجتماعية مع أهلها.
ولا يتسنى لنا ذكر شواهد على هذا النوع إلا تلك القصيدة التي قيلت في تصوير
ما حل بالمدينة المنورة قالها الفضل ابن العباس العلوي، حين دخلها محد
وعلي ابنا الحسن بن جعفر ابن موسى بن جعفر (291هـ) فخرباها وعذبا أهلها
يقول منها:
أخربت دارُ هجرة المصطفى
البر فأبكى خرابها المسلمينا
قبح الله معشراً أخربوها
وأطاعوا مشرداً معلونا
الباب الثالث
موسيقا الشعر
بدأ التطور في موسيقا الشعر منذ وقت مبكر إبان انتشار الغناء في الحجاز
وانتقاء المغنيين لكثير من شعر العزل؛ إذ أدى هذا إلى أن يضع الشاعر في
تقديره الجماهير المستمعة لهذا الغناء، وبخاصة إذا أنشدها للتغني، وترتب
على ذلك أن يكون القالب الموسيقي بالغ الرقة، ليسهل تذوقه ويكثر ترداد
الشعر الذي جاء عليه.
وفي الأغاني أمثلة لا تحصى لهذا الشعر الذي يمثل تطوراً واضحاً في موسيقا
الشعر العربي، والذي لا يملك قارئه إلا التجاوب معه والاهتزاز لنغماته،
كهذه المقطوعة لمطيع ابن إياس.
إكليلها ألوان
ووجهها فتان
وخالها فريد
ليس له جيران
إذا مشت تشنَّت
كأنها ثعبان
وقد حقق الشاعر العباسي قدراً كبيراً من التطور بموسيقا شعره، فأضاف إلى
الاستعمالات السابقة للحبور استعمالات أخرى، ونظم على بحر جديد اكتشفه
الأخفش وأضاف إلى بحور الخليل وهو بحر المتدارك.
كذلك عمد الشاعر العباسي إلى البحور الشعرية المهجورة في التراث السابق
عليه، فأحياها، وغدت قوالب موسيقية مألوفة تتسع لكثير من التجار الفنية. من
هذه البحور بحر المقتضب الذي جاءت على وزنه قصيدة أبي نواس([23]):
حامل الهوى تَعِبُ
يستخفه الطرب
إن بكى يحق له
ليس ما به تعب
ومن تجديد الشعراء العباسيين في القافية استخدامهم للمسمطات. التي جاءت
غالباً على بحر الرجز. وهي قصائد تتألف من أدوار وكل دور يتكون من أربعة
أشطر أو أكثر، تتفق كلها في القافية، ما عدا الشطر الأخير. الذي يستقل
بقافية مغايرة، ويتحد في ذات القوت مع الشطور الأخيرة في الأدوار المختلفة.
ولذلك يسمى عمود المسمطة أي محوره الذي يرتكز عليه.
ومن السهل أنه يمكن ترتيب هذه المسمطات ترتيباً آخر تخرج به عن المسمطات،
إلى وزن عادي يتضمن قوافي داخلية، فتصبح لوناً آخر من التجديد لمسناه عند
كثير من الشعراء العباسيين:
سلاف دن كشمس دجن
كدمع جفن كخمر عدن
طبيخ شمس كلون ورس
ربيب فرس حليف سجن
يا من لحاني على زماني
اللهو شاني فلا تلمني
وهذا التجديد الموسيقي باستخدام هذا القوافي استخدمه أبو العتاهية في قوله:
وذوو المنابر والعساكر والحضار والمدائن والقرى
وذوو المواكب والكتائب والنجائب والمراتب والمناصب في العلى
أما المخمسات فهي تتألف من عدة أدوار يتكون الواحد منها من خمسة أشطر
الأربعة الأولى منها متحدة القافية التي تختلف من دور لآخر، على حين أن
الخامس يظل على قافية موحدة في جميع الأدوار([24]).
وقد وصل أمر التجديد في القافية إلى تحرر بعض الشعراء منها تحرراً كاملاً،
وهم بذلك يصبحون الآباء القدمات للتجديد الموسيقى الذي طرأ على الشعر
العربي في العصر الحديث والذي تخلص، إلى حد كبير، من القافية التي كان
يراها شعراؤه قيداً يحد من إبداعهم، ويعوق خطواتهم.
الباب الرابع
الشكل والمضمون
للجاحظ عبارة مشهورة ودقيقة يقول فيها (الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من
التصوير) وغنى عن القول أن الجاحظ لا يقصد بالصنعة هنا أن يتكلف الشاعر في
أسلوبه، لأنه يكاد يلهم هذا الأسلوب وقت استغراقه في عملية الإبداع،
وبعبارة أخرى فإن الشكل والمضمون ممتزجان تماماً ولا يمكن الفصل بينهما في
نتاج الشاعر الموهوب، لأن العلاقة بينهما أوثق وأعمق إلى درجة لا تسمح لنا
بالحديث عن مضمون بغير شكل يبرزه ويشف عنه، أو شكل دون أن يكون له محتوى
ومدلول يعبر عنه.
ومن الطبيعي أن يختلف الشكل الفني في العصر العباسي عن التراث السابق عليه،
تبعاً لاختلاف الحياة العباسية عما سبقها اختلافاً جذرياً، أدى إلى إدراك
علائق جديدة بين الأشياء لم تكن موجودة أصلاً، أو توسع فيما كان منها
موجوداً. وإلا فهل كان من الممكن أن يصف الشاعر الجاهلي حديث المرأة بقطع
الرياض المتنوعة الأزهار!
ومن حيث الجانب اللفظي للشكل الفني وجدناه يتبلور في تلك الألوان البلاغية
التي كانت تأتي عفواً في الشعر، والتي فصصها البلاغيون المتأخرون وأطلقوا
عليها "علم البديع" ليزينوا به الكلام بعد استيفائه مطابقة الحال وأداء
المعنى بالصورة الملائمة. على حين أن المتقدمين من العلماء والشعراء أطلقوا
البديع على الطريف والمعجب في الأداء الشعري.
وقد أخذ الشعراء يتبارون في الإكثار من هذه المحسنات والعمد إليها عمداً.
أو قل إنهم بدأوا في الفصل بين الشكل والمضمون أو بدأوا في التكلف.
والناحية الأخرى من نواحي الشكل الفني هي الناحية المعنوية التي تتمثل في الصورة الشعرية التي تؤدي بها التجربة الفنية([25]).
المبحث الاول
طرافة الصورة والافتتان فيها
جدَّ الشعراء في استنباط المعاني الدقيقة الجديدة وتصوريها تصويراً فنياً،
حتى غدت بعض القصائد عند نفر منهم –كابن الرومي وبشار- معرضاً لتزاحم هذه
المعاني الطريفة، ومن مثل قول بشار:
يا قوم أُذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحياناً
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم: الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
وكانت الرغبة في الافتتان والطرافة باعثاً لهم على تصوير المعاني التي
طرقها الشعراء قبلهم، فيضيفوا إليها ويوسعوا من دائرتها، أو يوجزوا في
لفظها. وبالجلمة فإنهم حاولوا "إعادة خلقها"، إن صح هذا التعبير. فإذا كان
النقاد يستحسنون قول الأعشى:
وكأس شربُ على لذةٍ وأخرى تداويت منها بها
وقد دارت حول هذا الاتجاه الفني معارك نقدية خصبة استحوذت على اهتمام
النقاد، فتناولت كتبهم النقدية العامة –كالشعر والشعراء والصناعتين والعمدة
وأسرار البلاغية وغيرها- قضية "السرقات الأدبية" ودارت حولها معارك أدبية
خصبة، واختلف مفهوم النقاد فيها تبعاً لاختلاف الزمن والثقافة([26]).
وقد أخصبت هذه القضية عدة قضايا أخرى لا تقل عنها أهمية في تاريخ الأدب
العربي كقضية اللفظ والمعنى، والقديم والجديد، هذه القضايا القديمة الجديدة
ظلت مجالاً لاهتمام الباحثين في مختلفة العصور حتى العصر الحديث، في
محاولة من الباحثين المحدثين لاكتشاف التراث الأدبي والنقدي وتقويمه،
والربط بين ماضينا وحاضرنا، لتأصيل نهضتنا المعاصرة، والبعد بها عن أن تكون
نبتاً معلقاً في الهواء، دون جذور راسخة تعتمد عليها، ودون تربة خصبة
تلتقي فيها الروافد الثقافية في الماضي الباقي والحاضر المتجدد؛ فينتج عن
هذا المزج والتفاعل نهضة ثقافية تجمع بين أصالة القديم وطرافة الجديد.
المبحث الثاني
ضرب المثل وبراعة التعليل
ومن ظواهر اتجاه الشعراء إلى الافتتان في تصوير معانيهم إكثارهم من ضرب
المثل وحسن التعليل. وساعدهم على الإجادة في هذا المجال تلك الحركة العقلية
المزدهرة في العصر، وما أحاطت به وهضمته من الثقافات المتنوعة. فكان لابد
أن ينعكس ذلك على أبناء العصر من الشعراء.
ومن نماذج هذا الاتجاه قول أبي تمام:
وطول مقام المرء في الحي مُخْلِقٌ
لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة
إلى الناس أن ليست عليه بسرمد
المبحث الثالث
استخدام البراهين العقلية
تفرع عن هذه النزعة في التمثيل والتعليل نزعة أخرى تتصل بالمعنى، وهي
استخدام البراهين العقلية للتدليل على ما يريد الشاعر، وبروز أثر الآراء
الفلسفية. نتيجة إقبال الشعراء على الثقافة العلمية التي ملأت جوانب العصر،
لدرجة أن كثيرين منهم شُهروا بشيء آخر غير الشعر: مذهب فلسفي يعتنقه، أو
اتجاه من اتجاهات علم الكلام يدافع عنه، أو نحلة من النحل يعتقدها ويتعصب
لها. وقد اختلف تأثر الشعراء بهذه النزعة اختلافاً واضحاً. فوجدنا صوتها
لدى بشار مثلاً، لا يعلو على صوت الشعر، لأنها قريبة من الوجدان الذي ينبع
عنه هذا الفن، ولأنه ظل يركز على التشكيل بالصورة، وعلى الاقتراب من جوهر
الشعر([27]):
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك، لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه
مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت، وأي الناس تصفوا مشاربه؟!
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
وقد تطورت هذه النزعة فإذا هي تصبح عند بعض الشعراء –كالمتنبي وأبي العلاء-
مذهباً متميزاً، اقتربوا فيه كثيراً من الفلسفة، بل كادوا يصبحون فلاسفة
شعراء. حتى رأينا أبا العلاء –مثلاً- يبث آراءه الفلسفية في ديوانه الضخم
"اللزوميات".
المبحث الرابع
الإغراب في الصورة الشعرية
كان طبيعياً أن يستمر تطور الشعر العباسي في نفس الخط الذي بدأ السير فيه
منذ فترة مبكرة من حياته. ولذلك وجدناه يتميز بطرافة الصورة الشعرية
والإغراب في الخيال. وهذا ما يمكن التماسه في بعض النماذج السابقة، وفي
كثير غيرها يطول بنا المقام لو حاولنا استقصاءها، فطول الليل على المهموم
صوره امرؤ القيس بالصورة المشهورة "كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل"
ولكن شاعراً كبشار يحاول النفوذ إلى تصوير بارع يعرضه فيه هذا المعنى بصورة
رائعة، فحيناً يجعل الدهر كله ليلاً مظلماً، وحيناً آخر يرجع السبب إلى
بأسه، وفي مرة ثالثة لا يسلم بما يقال عن طول الليل لأن سهره وأرقه هو الذي
يهيئ له ذلك([28]).
المبحث الخامس
نضج القصيدة العباسية
مضت القصيدة العباسية في التطور، فأصبح الشاعر معنياً بالغوص على أفكاره،
وإجادة ترتيبها، وإحسان تصويرها، كما صار مدركاً لنوع من الوحدة في قصيدته،
وبخاصة إذا قلت أبياتها ونبعت عن تجارب صادقة. فها هو ذا المتنبي بوعيه
العميق يفلسف مشكلة الناس والزمان، فهم يعنون أنفسهم فيما لا يستحق العناء،
وكلهم عضه ناب الدهر، وشملتهم نوائبه:
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
وعناهم من أمره ما عنانا
وتولوا بغصة كلهم منه
وإن سر بعضهم أحياناً
ربما تحسن الصنيع لياليه
ولكن تكدر الإحسانا
ومراد النفوس أصغر من أن
نتعادى فيه وأن نتفانى
واهتم الشعراء في قصائدهم ببراعة مطلعها، فتخيروا لفظه ومعناه، وحاولوا أن
يشعروا فيه بالغرض من القصيدة، واجتمع لنا من وراء ذلك كثير من المطالع
الجيدة. كقول البحتري:
بودي لو يهوى العذول ويعشق ليعلم أسباب الهوى كيف تعلق
وقول أبي تمام الذي ضم إلى براعة المطلع روعة الاستهلال([29]):
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
المبحث السادس
المبالغة والتهويل
من أبرز ما لحق بمعاني الشعر وأخيلته ميل الشعراء إلى المبالغة والتهويل،
وإذا حاولنا تأصيل هذه الظاهرة وجدنا جذورها في تأثير الفرس وطغيان
ثقافتهم، فقد كانوا مولعين منذ القدم بالإغراق في المبالغة، ووجد اتجاههم
هذا صدى طيباً لدى الخلفاء، فاضطر شعراء العرب إلى مجارتهم في ذلك، كيلا
ينفردوا بالتنعيم بما تمتلئ به قصور الخلافة من ألوان المتع واللذائذ. وإذن
أصبح هم الشاعر محصوراً في التفوق على غيره في الإبداع، فإذا لم تسعفه
الحقائق نزع إلى الإفراط والتهويل. وإذا كان المدح قد حظى بالنصيب الأكبر
من هذه الظاهرة، فإنها امتدت منه إلى غيره من فنون الشعر، ويمكن لمسها
بسهولة في بعض النماذج السابقة. ولكن ما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه
الظاهرة قد تطورت بالشعر تطوراً سيئاً، وتحولت به إلى معرض للتلاعب
بالألفاظ، جفت فيه روح الشعر، وسيطر عليه التقليد الذي دخل به إلى كهوف
التحجر والتجمد، طوال قرون كثيرة، ولم يقدر له الاستيقاظ من رقوده الطويل
إلا في العصر الحديث.
نموذج في التجديد
"فن الهجاء لبشار ابن برد"
أكثر بشار من الهجاء وافتن فيه. وساعدته طبيعته والظروف المحيطة به على هذا الافتنان.
فالهجاء يقوم على الإصغار من الناس والحظ من شأنهم، والاعتقاد بضآلتهم، وقد
كانت هذه الصفات من أبرز ما يتصف به بشار، ثم زاد من إنماء موهبته
الهجائية الإحساس بتناقض شعوره الممتلئ بالإزراء على المجتمع، مع الواقع
الذي جعل كثيراً من أفراده أرفع منه منزلة وأعلى مكاناً. ومن ثم تولد في
نفسه الإحساس بكراهيتهم والحقد عليهم. فأخذ في تلمس عيوبهم ونقائصهم
وإبرازها في صورة تستدعي النفور أو توجب المقت، أما هذا الذي دفعه إلى
إصغاء من حوله، فسببه الجوهري شعوره بالضعة التي يحسها، بجانب الطموح الذي
يدفع به دفعاً إلى مقاومة هذا الشعور أنه يشعر بالضعة في نفسه وخلقته وآفته
وأسرته بل وفي جنسه. فدفعته مذلته إلى محاولة الاستعلاء عليها وقهرها
بطموحه الذي هدف من ورائه إلى تغطية كل نقائصه، وبذَّ كل معاصريه.
فقد كان شعره الهجائي من أجود شعره، لا لأنه صادق في إلصاق الصفات الذميمة
بمن يهجوه، بل لأنه يمثل سخطه على الناس، وما يضطره إليه هذا السخط من
ألوان الإسراف وضروب الاعتداء من أجل تجاوز المكانة التي يريد المجتمع
إلزامه بعدم تجاوزها.
على أية حال، كان بشار بتكوينه النفسي مهيأ للإقذاع في الهجاء، فهو منذ
حداثته سليط اللسان، ضيق الصدر بالناس، فهو القائل "الحمد لله الذي ذهب
ببصري، لئلا أرى من أبغض!" متناسياً أيضاً أنه قد حرم من رؤية من يحب!
([30]).
وعندما ينشد أبياته:
وجارية خلقت وحدها
كأن النساء لديها خد
فلما رأيت الهوى قاتلي
ولست بجارٍ لها ولا بابن عم
دسست إليها أبا مجاز
وأي فتى، إن أصاب اعتزم
فما زال حتى أنابت له
فراح وحلَّ لنا ما حرم
يسأله أحد الحاضرين: عن "أبو مجاز" هذا؟ فيرد محتداً: وما حاجتك إليه؟ لك
عليه دين؟ أو تطالبه بطائلة (ثأر)؟. هو رجل يتردد بيني وبين معارفي في
ربسائل !! كما قال كلاماً قريباً من ذلك عندما أعوزته القافية فقال "غنني
للقريض يا ابن قنان" وسئل عمن يكون ابن قنان هذا؟!
وقد وصل به الأمر إلى أنه أصبح يتفكه بالهجاء، وبعده مجلبة لسروره، كما حدث
في البيت الذي خطر له عندما سمع نهيق حمار، واحتاج في قافيته إلى اسم، فمر
به صديقه "تسنيم بن الجواري" فما كان من بشار إلا أن ختم باسمه بيته
الفاحش!
فهو في مقتبل حياته قداتخذ من الهجاء وسيلة إلى القوة والغنى، ثم تطور به
الأمر إلى أن أصبح الهجاء بالنسبة إليه متنفساً لنفسيته الموتورة من
المجتمع، وسلاحاً فتاكاً يرد به على الهجمات الموجهة إليه.
يستمنح أخا الخليفة المنصور "العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس" فلما لم يمنحه هجاه بقوله([31]):
ظل اليسار على العباس ممدود
وقلبه أبداً بالبخل معقود
إن الكريم ليُخفي عنك عسرته
حتى تراه غنياً وهو مجهود
وللبخيل على أمواله علل
زُرْقُ العيونِ عليها أوجه سُود
وظل هكذا طوال عمره ينفث سمومه الهجائية في كل اتجاه. والسبب الحقيقي لقتله
عندما أصابت المهدي ووزيره، فاتخذا الزندقة ذريعة إلى ذلك. وقد كانت هذه
التهمة من أمضى الأسلحة في الانتقام من الخصوم، وربما اتهم بها كثيرون صحت
عقيدتهم. ويعجب المرء: كيف خفيت زندق بشار –إن كان زندقياً- على قاتليه،
وهو الذي عمر طويلاً، وتعرض للدين كثيراً وبالغ في المجون والتهتك؟!!
اللهم إلا أن يتصدى له من هو أقدر منه على الفحش والإقذاع، فهنا يكف بشار
مرغماً فتهدد الصانع بالهجاء، ولكنه أقلع بعد التهديد، وابتسم ليخفي غيظه
المكتوم وصفق بيديه، قائلاً: "اللهم اخزه، أنا أمازحه وهو يأبى إلا الجد!".
بل لقد وصل به الأمر أن استضعفه بعض الشعراء واستذلوه وأجبروه على دفع جزية
سنوية. كما فعل معه أبو الشمقمق وهجاه بشعر لا يمكن روايته، فاقتنع بشار
بضرورة أداء هذه الجزية، ليتقي أذاه. وقد استمر أبو الشمقمق طعن بشار في
مواطن ضعفه، واستغلالها لإذلاله وابتزازه، فها هو ذا بمجرد علمه بحصول بشار
على عطية كبيرة، يأتيه زاعماً أنه مر بصبيان فسمعهم ينشدون:
هللينه! هللينه
طعن قِثَّاة لِتينة
ان بشار بن بردٍ
تيسٌ أعمى في سفينة
فيعطيه بشار مئتي درهم قائلاً: "خذه هذه ولا تكن راوية الصبيان يا أبا المشمقمق"
وقريب ذلك تأثره البالغ من هجاء حماد عجرد له "وأعمى يشبه القرد...الخ" ولا
شك أن في موقف بشار شيئاً من الجبن، ولكن هذا الجبن سببه الجوهري حساسية
بشار الزائدة، أو بتعبير أدق شعوره الواضح بالنقص الذي يعانيه في خلقته ومن
آفته!
ويبقى أن بشاراً –فيما عدا مثل هذه المواقف الباردة التي صرعه فيها خصومه-
اتخذ من الهجاء سلاحاً ماضياً أرهب به خصومه فسكنوا عنه، كما جلب به أموال
كثيرين خشوا تطاوله عليهم وخوضوه في أعراضهم.
غير أن هذا الهجاء لم يكن –كما صوره الدكتور طه حسين. خالياً من كل جمال
فني، مليئاً بالقِحَة والسِّباب، لأن كثيراً من هذا الهجاء كان مليئاً
بالصور الرائعة المعبرة بصدق عن نفسيته الموتورة من مجتمعه([32]).
كذلك لم يكن هجاء بشار –كما ذهب الأستاذ العقاد- مجرد جمع لأقبح العيوب، لا
دخل لصاحبه فيه غير نظم المثالب، وكلما أعورته البراعة وصدق الشعور بالغ
في الإقذاع وأفحش في الهجو. ولعل السبب في هذه المبالغة أنها جاءت نتيجة
لمقدمات اقترضها الأستاذ العقاد وحدد فيها مواصفات الهجاء المثالي المطبوع
من أنه "الذي يولد بفطرته هاجياً لا يرضى عن شيء ولا يستريح إلى مدح أحد
ولا يكف عن النقد والعيب كلفّا بهما واندفاعاً إليهما، ثم رأى أن القالب
النظري المفترض لا ينطبق على بشار([33]).
خــلاصــة البحث
ظهر العصر العباسي باهتمام الدارسين، لأنه العصر الذي شهد امتزاج الثقافة
العربية بغيرها من الثقافات، وتحولها إلى ثقافة إسلامية تلبي حاجات الأجناس
العديدة التي اعتنقت الإسلام، فأصبح يمثل بالنسبة إليها حضارة جديدة تضاف
إلى حضاراتها السابقة وتتوجها، كما شهد العصر تطوراً صخماً حققته الحياة
الأدبية.
ويذكر هذا الاهتمام، بتلك العناية الشديدة التي وجهها الباحثون إلى العصر
الجاهي الذي يمثل البذرة المبكرة للعقلية العربية، والتي تعد دراسته ضرورية
لمن يتصدى لدراسة هذه العقلية وتطورها على امتداد الأعصر المتعاقبة. ثم
لما أُضفي عليه من هالة ضخمة جعلته المثل الأعلى للنتاج الأدبي.
ولا يمكن في هذه الدارسة أن تستوعب كل أو معظم القضايا الأدبية المثارة في
العصر، ولا أن نتعرف على كل –أو أكثر أو أشهر- أدبائه. وحسبنا إشارات تعطى
فكرة موجزة عن أدب العصر وبعض أدبائه المتميزين المجددين.
الخـــاتمــة
شكلت نشأة الدولة العباسية منعطفاً حاسماً في الحياة السياسية والاجتماعية
والاقتصادية الفكرية والأدبية للدولة الإسلامية، فنحن نعلم أن الدولة
الأموية كانت دولة عربية إسلامية في حين كانت الدولة العباسية أعجمية
إسلامية.
ومن الطبيعي بعد ذلك أن ترى البذخ ينتشر، وخزائن الدولة تملأ، ولا أدل على
ذلك من قول الرشيد مخاطباً السحاب: اذهبي أني شئت، وأمطري أنى شئت فسيأتيني
خراجك، ولك بعد ذلك أن تتصور هذه الحياة التي كان يتمتع بها الخلفاء
وحواشيهم من الوزراء والقواد وكبار رجالات الدولة، ومن اتصل بهم من
الفنانين شعراء ومغنين، و من علماء ومثقفين.
كل هذه الأحداث والصور أدت إلى بروز مصطلحات جديدة في الفكر الإسلامي من
مثل الشعوبية والزندقة والمجون، والرق والزهد وعلم الكلام والاعتزال، أدت
في مجموعها إلى ظهور كيانات اجتماعية وثقافية وحتى اقتصادية بحكم ما بلغته
هذه الدولة من تعقيدات في أنظمة السياسة والحكم.
ولا نجد ضيراً بعد ذلك في تأكيد أثر هذا كله في الشعر العربي العباسي، فعلى
الرغم من أن البادية كانت ما تزال تمد الحاضرة بكثير من الشعراء ذوي
السليقة السليمة، وعلى الرغم من تمسك اللغويين بالشعر القديم تمسكاً
شديداً، إلى أن مشيئة التطور كانت الغالب لنرى بعد ذلك تيارات من التجديد
قادها أبو نواس وأبو تمام وبشار ومن لفّ لفهم.
وبذلك نقف الآن أمام شعر لا عهد لنا به من قبل. من حيث الشكل والمضمون
فالسقطات كثرت والأوزان تلاعب بها الشعراء، واللغة لم تعد عربية أعرابية
وفشا اللحن وظهرت مذاهب في الشعر وأصناف، كل ذلك أدى إلى التجديد في
الموضوعات القديمة كالمديح والهجاء والغزل والوصف، فالمديح ها هنا أصبح
نواة للشعر السياسي بمفهومه المتطور، ومثله الهجاء، وينتج من الوصف والغزل،
شعر الخمريات والغلمان والمجون والزهد وغير ذلك.
المراجـــع
1. حركة التجديد في الشعر العباسي، محمد عبد العزيز الموافي، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، الطبعة السادسة، 1422هـ - 2001م.
2. الموشح للمخرزباني، تحقيق على البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1965م.
3. في الأدب العربي القديم "عصوره واتجاهاته وتطوره ونماذج مدروسة منه،
محمد صالح الشنطي، المجلد الثاني "العصر العباسي والأندلسي" دار الأندلس
للنشر والتوزيع، حائل، الطبعة الثانية، 1417هـ-1997م.
4. العصر العباسي الأول، شوقي ضيف، دار المعارف، الطبعة السادسة عشرة، 2004م.
5. ابن المعتز: طبقات الشعراء تحقيق عبد الستار فراج، الطبعة الثالثة، دار المعارف، القاهرة 1976م.
6. العقد الفريد، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1965م
7. الشعر والشعراء، تحقيق الأستاذ أحمد شاكر، الطبعة الثالثة، القاهرة 1977م.
([1]) الموشح للمخرزباني، تحقيق على البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1965، ص384.
([2]) في الأدب العربي القديم "عصوره واتجاهاته وتطوره ونماذج مدروسة منه،
محمد صالح الشنطي، المجلد الثاني "العصر العباسي والأندلسي" دار الأندلس
للنشر والتوزيع، حائل، الطبعة الثانية، 1417هـ-1997م، ص295.
([3]) شوقي ضيف: العصر العباسي الأول، الطبعة الثانية ص160-161.
([4]) العصر العباسي الأول، ص 172-176.
([5]) ابن المعتز: طبقات الشعراء تحقيق عبد الستار فراج، الطبعة الثالثة، دار المعارف، القاهرة 1976، ص 172-176.
([6]) العقد الفريد، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1965 1/260.
([7]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 86.
([8]) نفس المرجع، ص 88.
([9]) الشعر والشعراء، تحقيق الأستاذ أحمد شاكر، الطبعة الثالثة، القاهرة 1977. 2/798.
([10]) الشعر والشعراء، مرجع سابق، 2/762.
([11]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 99.
([12]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 100.
([13]) في الأدب العربي القديم، مرجع سابق، ص298.
([14]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص110.
([15]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 117.
([16]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 270.
([17]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 272.
([18]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص120-121.
([19]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 126.
([20]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 129-130.
([21]) العصر العباسي الأول، د. شوقي ضيف، ص182.
([22]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 133.
([23]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 143.
([24]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 148.
([25]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 151-152.
([26]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 153-155.
([27]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 159-160.
([28]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 161.
([29]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 162-163.
([30]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 189-190.
([31]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 191.
([32]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 192.
([33]) حركة التجديد في الشعر العباسي، مرجع سابق، ص 193.
منبع:
http://www.7elm3aber.com/vb/t101046.html